ظاهرة أطفال الشوارع.. كارثة مجتمعية تُهدد الوطن

ظاهرة تقشعر لها الابدان، في عز البرد، اطفال يتسولون لقمة العيش بين عجلات السيارات في وسط الميادين المصرية في عز النهار، ففي ميدان العباسيه وفي وضح الشمس لفت انتباهي عصابة تجمع الاطفال في إشارة المرور لتوزيع علب المناديل على المارة.

بنات واولاد لا تتعدى عمرهم الخمس أو الست سنوات، أطفال قد تكون مؤجرة من أهلها كسلعة رخيصة الثمن لاستغلال مواردهم الطفولية من أجل الاسترزاق بالتسول.. ولكن كم طفل منهم قد يكون مختطف؟.

فعلى بعد أمتار من محكمة العباسيه ومن مقر الأمن العام نجد ظاهرة الاتجار بالاطفال، ويبقى السؤال أين منظمات حقوق الطفل؟ وأين هؤلاء المجرين من عقاب القانون؟

أين الأهل من أطفال يتجولون حُفاة في ميدان عام؟.. أين طعامهم وشرابهم ومسكنهم ودفئهم؟

فالصورة الواضحة من بعيد هي مشهد لأحد الأطفال حافي القدمين يتسول بين عجلات السيارات دون جذاء اّدمي ينقذه من برودة الأسفلت، واّخر يرتدي حذاء مُتهالك قد يكون له هو أغلى ما يملك، والاّخر مُعرض للدهس تحت هذه العجلات التي تسير مُسرعه دون الالتفات لهم، فواحدٍ يشتري منهم، واّخر يتجاهلهم، واّخر يوبخهم.

إلا أن هذا يقودنا إلى كارثة أكبر وهي إمكانية الترويج للمخدرات من خلال هؤلاء الأطفال، لبيعها في ميدان عام دون رقابة واضحة تحميهم، وبعضهم الاّخر يتعاطاها بسهولة، وكأنه يتناول قطعة حلوى، مما يُشكل خطرًا حقيقًا على المجتمع، ويُنشى جيل من عظماء البلطجة والمُدمنين، غير مكترثين لأي عقوبة قانونية، ذلك أنهم فقدوا روح الحياة، وباتت كل الألوان في أعينهم سوداء.

هؤلاء لهم حق في حياة كريمة، حياة بعيدة عن زلات الشوارع والتسول بين الطرقات، حياة بعيدة عن التجارة بهم وبعقولهم وأجسامهم، حياة خالية من الخوف والجوع والإهمال، حياة تجعلهم أبناء مصر الحقيقيون، حياة مليئة بالحب والفكر والتعليم، فمتى تنتهي هذه الظاهرة؟.